الأحد، 3 مارس 2019

العالم الإفتراضي

المحاولة الاولى للخروج من هذا الكوكب


تعبنا من كوكبنا ..
من تعبنا ...
من الدوران ...
والالتفاف  ...
من الدخول والخروج ....
من الغياب ...
المتكرر ...
دون ان نغادر ...
من حزم الحقائب ...
ورحيلنا ....
الباكر .....
من رفوفنا ...
المليئة بالكتب ....
وصدورنا المليئة برائحة الخيانة .....
والكذب ....
من
حضورنا المتأخر ...
عند المساء ....
دون عذر

العتاب ...
و التبرير المنمق ....
الذي لا يقدم ...
ولا يأخر ...

تعبنا من تلميع صورنا ....
القديمة ...
وازالة التجاعيد عنها ......
من اعذارنا   ...
وترجمة ملامحنا .....
احذيتنا ...
وبذلاتنا الافتراضية..
من اسرارنا ...
المعلقة بالملاقط على حبال الغسيل ...
من العصافير ...
التي تنقر جراحنا ..

تعبنا
من التجريح
المكتوب ...
والمسموع .
والمرئي ...
من الصمود ..
عراة ...
وثقل الحياة في اصابعنا

ياااااه .....
تعبنا من تعبنا .
من كوكبنا ..
من اوراقنا ....من حبرنا الرمادي ...
من بللنا
الثقافي  ...
من جفافنا العاطفي  ...
من بداوتنا ...
و حضارتنا ...
من مشاهد الموت المثالي ....
من توليفات الحب ...
الحمقاء ....
الخروج عن النص ....
والمشهد المثالي ....والرجل العصامي ...
الانثى الثرثارة ....
الرجل الانيق ....
والمراة ...
المراوغة  ...

من شجاعتنا وعنترياتنا المزيفة .....
وبشاعتنا ....
النكراء ...
من كبريائنا الكاذب ...
وغرورنا الملفق ...
وكرامتنا النازفة على الارض .....

ياااااه .....
تعبنا من تعبنا ....
من انفسنا ....
روائح ذكرياتنا
المنهارة ...
ومآسي الانتظار  ...
والفقد ....

من صفحات الثقافة الصفراء ....
و النقد ...
نقد الذات القيم ...
والبناء .....
نقد الحريات
الهدام ....
المتخم بالنفايات  ...

تعبنا .....
من اسمائنا الافتراضية ....
واشكالنا ....
وألقابنا المبهرجة ...

يااااه ...
تعبنا من كل شىء ...
من وسائدنا ....
المحشوة بالبكاء ...
دون ان تذرف لنا دمعة ....
تعبنا من القراءة ....
عن الحب   ...
والعشق ...
عن البدانة ....
عن الجوع الممنوع  ...
والارق ...
عن صباحات المقاهي ...
عن الفضيلة ....
والسريالية ....
وتقييم الروايات ...

ادب المطابخ ....
وسيكولوجية الشعر الاباحي ...
ونثر المواجع  ...
والاقتباس ....
من المجارير ...
والارصفة ...
من اقوال الكتاب ...
و الفلاسفة ....

تعبنا من المفردات ..
المنخورة ...
من فضلات
الفكر السياسي ....
من مواعظ المثقف الذي يبيع البطيخ ....
في الشوارع .....
والمرأة الفارغة  ...
التي اصبحت بقدرة قادر ...
شاعرة ....

تعبنا .....
من يوميات قيس  ....
وليالي عشتار ...
ومعكرونة بنت ربيعة ...
بالبشاميل ...
ومقلوبة سميراميس ...
بالارز ...

يااااه  ....
تعبنا ...
من خزعبلات الاخرين ...
من تخاريف ...
السياسيين ...
والطائفية الجوفاء ...
المبتورة ..
من تعاريف الصباح والمطر ...
الجهل ...
الحرية ...
الثورة ....
وفلسفة القهوة ...
ونوافذ  ايلول ...
ومصافحة الذات ...
المحرمة دولياً ....وامن دورات المياه .....
للرؤساء ...
والوعي الحر ....
والالهام .....
والابتكار ....
والافكار التي تلتهم رؤوسنا ....
والمثلية ...
والعونطجية ....
والعكسية والابداع ....
والقدح والذم ....
والتنكيل ...
بالاخر ...
والمعاملة بالمثل ....
والعويل المشترك ..
ونواح الارامل ...

تعبنا من ...
الحديث الممجوج ....
عن سلفي سعد ...
وبوتين  ..
وملكة جمال ...
اسرائيل ...
وزفاف الامير
هاري ..
وميغان ماركل ....
والمتحرش بالنساء الذي نال ...
جائزة نوبل ....

تعبنا ....
من النباح ....
على ظهر هذا الكوكب ...
والعالم يسير ....

يااااه تعبنا منكم يا سادة ...
تعبنا منا ...

تعال يا انا المستاء ...
لنهرب ....
من هنا
من تعبنا   ....
من هذا الكوكب ...
قبل ان تنهار الاقنعة وتتداعى سقوف اللغة .......
فوق رؤوسنا ....
لقد بات الامر وشيك ..


صباح الخير ايها العالم الافتراضي



سهو حسين السلوم 20/6/2018 .....................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق