الخميس، 4 أغسطس 2016

أخبريهــــم عـــــني

اخبريهم عني

اين كنتْ ...
لِمَ تأخرتْ ....
لقد فاتكَ الكثير .....لقد سئمت غيابكَ  يا رجل ...
:
:
يا سيدتي .....
اعتذر .....
لاني لم احضر .....
حفلة التطبيل والتزمير .......
فحضوري الاخير ......
في قصرك العاجي ....
كان الحضور النهائي .....
ولم يكن بطابع الانصياع ....
كما ظننتي ....
ولا لأضفاء نكهة جديدة ولامعة .....
على كتاباتك .....
ولا لتقديم الولاء ....على شرف الموجودين .....
ولا لأبثك لواعجي ....
ولا لأكون الرقم الاول في طابور المعجبين  ......
بل كان للتعبير ......
عن مدى سخطي والتذمر .....
مما يقال فيكِ و يتردد ......
ومن بشاعة المشهد ....
يا سيدتي .....
لقد سئمت ....مللت .....
هذا التكرار اللحظي .......
هذا التكرار اللفــظي .......
سئمت من حركاتهم الصبيانية  ....
من غرائزهم الشهوانية ......
سئمت من عباراتهم المملة.......
ورائحة كتاباتهم  المتحللة......
سئمت من هذا المشهد المكرر ......
وطقوس البهرجة السخيفة  ....
المعادة كل يوم .......
كأسطوانة تالفة .......
سئمت .....
هذا الــــــورم المستشري ........في غددهم الذكورية  .....
وسقوطهم المدوي ...
واحد تلو الاخـــر ....في حبك .....
سئمت .....
من مخلفاتهم العصرية المقرفة .......
من عجزهم الدائم ....
وهم .....
يحاولون اغرائك ....بأسلوبهم القذر  ....
واسمائهم المستعارة ....
وابجديتهم المنهارة .....
من حديثهم الهزلــي   .....
ومساءاتهم الخالية من الاثارة ....
سئمت .....
رضوخهم المذل المهين .....
وهم ....
يتوسلونك الرد وحضوركِ لديهم ....
لولادة اول ابتسامة عذراء  .......
على تجاعيد شمسهم الغاربة  ... ....
سئمت من تجاربهم المكثفة  ....
وهم .....
يحاولون اغوائك  ....بشاعريتهم الملساء ...
الملطخة بالزيف و الــــهراء ....
دون فائدة تذكر ....
سئمت من ....
خشوعهم المسموم وبراءتهم الكاذبة  .....
وعطرهم الاجوف الرخيص  .....
سئمتهم .....وهم .....
يستعرضون بكل جرأة ..... ابجدية عشقهم الفاشلة  .....
فيسيل من ثغورهم طعم الذل .....
وتنساب من ألسنتهم ......
بقايا قشور  عاطفية .........
مللت هذا المشهد ....
وهم ......
يتهافتون واحد تلو الاخر .....
لأهدائك باقات مــن الزهر .....
المخزنة بأقبيتهم  ....المليئة بغبار المكر   .....
ورسائلهم  المزخرفة .....
وذبذباتهم الغوغائية ....وتصرفاتهم البهلوانية ....
والكثير الكثير من الكلمات المتشابهة ....
كـــ حبوب الباستا المجوفة ( pasta penne )
وبعض الصباحات المهترئة .....
المكدسة على عتبات الابواب  .....
يا سيدتي بكل صدق .....انا غادرت ....
لاني مللت ....
هذا الجزء المقرف من المسرحية المسائية  ....
التي تعرض في ساحة فنائك   ........
فدعيني في غيابي ....
و دعيهم ...
دعيهم يراهنون انفسهم في الخفاء  ......
كلما انتفخوا بغبائهم ......
واتخموا بجهلهم .....
دعيهم ....
يتقيئون بكل سماجة .....
بقية ألفاظهم المتعفنة في داخــلهم .....
ويسيئون الظن بكِ ....
ويفردون ما لديهم من مهارات في العشق .....
واستعراض بقايا اوسمة صدئة   .....
اكتسبوها بلا صدق ......
دعيهم ....
يرددون ما في جعبهم الرخيصة .....
مافي غلاصيمهم من مفردات ......
متسخة ......
مستنسخة .....
مكبوتة .....
دعيهم .....
يجترون كلماتهم الرقيقة المغلفة .....
بلعابهم المشبع برائحة المعصية ...........
دعيهم يستعرضون بعض الحيل ........
و بعض الجمل .....
في فنون الغرل .....
وعبارات الشكر الرومنسية ....
و وجبات الشعر  السريعة ......
ويخبروك بكل اناقة ولباقة ........
انك الانثى الوحيدة .....
في الكون .....
وانك الانثى الوحيدة .....
في تاريخهم المستقيم ....
والحب الاوحد منذ الولادة ....
وانك خرافية الحسن و التكوين  ....
ويخبروك ان حرفك جميل .......
وانك فاتنة و مبدعة .....
وانفاسك في الكتابة .....
كأنفاسك بالطبخ ....فيها مكون اضافي وسري .....
رغم ركاكة النص .... وجميع الاخطاء اللغوية .....
التي تشوه المعنى واللفظ .......
وانك امراة  شاعرية .....
وميولك العقلية غير إعتيادية  .....
وثقافتك فريدة من نوعها وغير عادية  .....
وعيونك العسلية لا مثيل لها .....
على مستوى البشرية .....
وشعرك طويل ينساب كـــ جدول ......
وانك ياسمينة الظل .....
التي لا تذبل......
دعيهم في هذا الزحام يترنحون ......
كـــــ العناكب الجائعة  ....
تبحث عن اي فريسة .....
فهم يتقنون البحث والتحري والجري ...
خلف روائح الاجساد العارية  ....
دعيهم ....
يرددون كالببغاء الرمادي  .....
على مسامعك ......
انك استثنائية المكان. ......
وانك الكاتبة  الوحيدة المفضلة لديهم  .........
فهم اعتادو ان يتناسلو كالجرذان   .......
خلف الجدران .....
كـــ ذكور النحل في الخلية ....
وتجاربهم الماضية مع غيرك موثقة ......
ولها الف دليل .....
دعيهم يقدمون طهرهم المسترسل ....
ويفتحون لك ابـــــواب  المستقبل ....
الجميل ....
دعيهم .....
يلتفون حولك كـــ ذكور القبيلة .....
وهم يحتفلون ....بالوليمة .....
بأقنعتهم الواقية  .....وسيوف دجلهم ....
ورماحهم الخشبية .....ويتباهون بريشهم الملون .....
ويستلون سكاكينهم الحادة ....
كأنك شريحة من اللحم المقدد ....
او قالب من الزبدة الغير مملح ....
او قطعة من خاصرة الغزال ....
كأنك غنيمة ظفرو بــــها ......لم تخطر يوما ًعلى بال .....
دعيهم .........
يوقدو تحت قدورهم الخاوية  ..... 
نار جهلهم ......
واعطهم الوقت اللازم لتنضج عقولهم ......
واعطهم الوقت اللازم ليبهرو عقلك ......
وعندما تنتهي هذه المسرحية ......
قدمي لهم البقشيش والشكر ....
على ادائهم المتقن .....
فقد اعيتهم انوثتك المخملية  ....
يا سيدتي ....
وقبل ان يرحلو .....
ويجرون خلفهم خيبات حماقاتهم .....
اسدي لــــي معروفاً .....
واعلم ان شروطي فيه صعبة .....
اخبريهم عني ....
واني  .....
الذي جعلت من فستانك المطرز ....
حمامة بالغة  ....
ومن مشبك شعرك قلـــــم ....
ومن صدرك المـــدور تــــوأم ....
الاول تلميذ مجتهد .....
والاخــــر جعلت منه نابغة .....
وانا الذي جعلت من اصابع يديك .....
فرقة زجل  .....
وانا من رسم خطوط الظل .....
والبريق في عينيك .... وسواد الكحل ...
اخبريهم .....
ان لغتي النافرة على كل جزء من جسدك ......
زرعتها انا ....
حبة حبة ....كلمة كلمة .....
نثرتها بكل تواضع وحنان  ....
كـــ القمح ......
في بيادر الحقل ....
اخبريهم .....
ان لــــي في احشاءكِ ديوان ......
وعلى جذوعك ....
الف قصيدة محفورة  .....
رويتها  بقطرات المطر ......
وان لـــــي في ذاكرتك  ......ترسانة من الحوارات .....
واجراس كنيسة و مئذنة تصدح  .......
كل فجر ......
اخبريهم انـــي ....
الذي قدمت لك ....
كل صباح فنجان من الشعر ......
ورغيف من الشعر ......
وبحيرة من الشعر .....
وقــــمر من الشعر في جبينك الاسمر ....
وانا الذي اورثتك طقوس الحصاد ....
وميعاد قطاف الثمر في الصيف....
واعياد الميلاد في الشتاء  .......
وقواعد الموت في الخريف ...
والحياة  في فصل الربيع .....
واخبريهم اخيراً .....
اني الذي اكملت لك .....
الفصل الاخير من تاريخ المطر  ......
و اتممت عليكي نعمة العشق ......
و ابجدية  الشعر ......
اخبريهم إن كان لديك وفـــــــاء .........
من فجر ينابيع الحب فــــي ارضك البكر .....
:
:
من ملفات ذكورتنا السرية ....

بقلـــم
ســــــيد المـــــطر   4/8/2016     الدمـــــــــام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق