السبت، 9 يوليو 2016

حوار الوداع الاخير

حــــوار الوداع الأخـــــير

لا تســـأليني أيـــــــــن كنت ....
أنــــا أجــــيب ......واختصر الأمر ......
كنت احــــــاول بجهــــــد .....أن ارتب حــــوار الوداع  ....
المنتـــــظر .....
كنت اظــــن انــي قادر .......
ان امنـــــع .....
التـــصدع ....الحـــاصــــل ......
كنت احـــــاول ........
الــى عينــــيك  ( العسلية)   الوصــــول .....
قبــــل الخريف المقبــــــــل  ....
وفي كـــــل مرة افشــــــــــل  ....
انــــي اعتراف لك ....
اني كنت اظــــن ....ويساورني فيك الشك ....
اجـــــل انـــي أُقر بكامل الذنـــــب ....
في كـــل مرة كنت فيـــــــها انســـــحب  ....
واتراجــــــع .....
عندما اشعر بمساحة اللقــــــــــاء تضيق ....
وتقتصر علـــى إلقاء اللوم  .......وبعض كلمات العتاب ....
لا تســـاأليني أين كنت ....
كنت احـــاول أن ادير الحوار .....
بيني وبين الجســــــد ....الخجول .....
ها انـــــا اتردد مجــــــددا ....
و افشل في القــــــــاء التحـية .....
وأفشل في قراءة النصوص والجـُــمل  ....
وتتساقط الحروف المخملية .....
وتختنق امامي الســــــــبل ....
وتعدم لحــــظات الحنين بكل وحشية .....
وترتجف الخطى الصــــفراء .....
وتعجز اصابـــــــع القــــدر  .....
ان تعيد الابتسامة الشقية ....
للشفاه الميـــــتة ..... ....
  .....
لا تسأليني أيـــــن كنت .....
أنـــا أجيب .....
كنت احـــــدق مــــطولاً .....
بظلك العاري المــــــجعد .....
كان ينتابني الخـــــــوف ....
واشعر بالأسف ....فيرتجف .....
ظلي المتردي على الرصــيف ....
ها قـــــد .....
فــــــــات الأمس الأســـــود  ....
وغاب المســــــــاء في ظلمة الليـــــــل .....
لن نلتقي بعـــــد الأن .....
لن تلتقي الأكـــــــف ....
ولا عيون الدمــــــع المقـــــهورة  تجتمع .....
و قــــــرار الرجـــــوع تأجـــــل .....
ومات في ادراج الصدر العاري ....
ملطخا بالوجــــــــع ....
غــــــــدا سيدفن  ......
كبذور عطشى بين الضـــلوع .....
الى ان يحين موسم الربيـــــــع .....
ها انـــــا اعتـــــرف ....
ها انـــــا اعـــــــتذر ....
ولا يفيد الانكار .....
بعــــــد الان ...... ولا الاعتذار  ......
اجـــــــل .....اجـــــــــل ...
انــــا لا انكر التهمة ....فأنا ضالع حد الاشباع ......
ولــــــن اتنصل .....
ولــــــن انكر ترددي المستمر .......في الافصاح ....
عن عشقي المختبئ ...عن حبي الجــــــــاف ....
فلا تسألي بـــــعد الان ......
عن الســـــــبب ...
فلن يأتيك الجــــــواب ......
اغلقي نوافذ الســـــؤال  .....هنــــــــــا .....
لا تسألي عني أحــــــد .....
ولا تسألي عني توابيت الطـــــين .......
ولا الطعنة ولا السـكـــــين  ....ولا الخنــــجر ....
ولا تسألي  الليـــــل عني ولا الــنـــــــهار  ....
ولا تتوغلي في البـــــحث  ....
بين الجثث ......
المــــــــــغادرة ....
المحشوة بحكايا الارصــــفة  ......
ولا تستمري بالانـتــــــــــظار  ......
هـــــا انــــــا هــــــــنا ......
مثقل بأوزان الـــــــــعار.......
ملتف بأوراق الســــعال  ....
قابع خلف اســـــــوار ........
الانسحاب .........
خلف ماضي نوافذ الاصــــغاء  .....
هاانا متــــعب ....
مـنكـــر ....
ضائـــــع ....
مرتــــاب ....
ها انا اجابه العناد المظلم ....
بأصرار .... .....
والقرار بالـــــرد مؤجل .....
اجــــــل .....اجـــــــل ....إلـــى أن يحـــــين .....
ولـــــم يحــــــن بــــــعد ....
في كــــــل مرة .....
احاول فيها ان استرد نفسي  من السراب .....
تحملني اشـــــــباح الضـــــــياع ... 
واذرع اللـــــــــيل الباردة  .....
وتلقي بي  في غياهـــب الســـــأم والمــــلل   .....
في كل مرة احاول فيها الانحياز للامل  .....
تقمعني احــــجيات السكــــون ....
وتلوذ امنيات اللقاء بالــــهرب ..... 
في كل مرة احاول ان اوصد ابواب التوهان  ....
اشعر بأنفاس الشوق الفاترة تنـــــــهار ...
اشعر بالاختــــــناق ....
اشعر  بالاخـــــــفاق .... 
في العودة من الغـــــــياب  ....في العودة مــن جديد .....
فحقائب رحلتي الأخــــــــيرة كانت مثقلة........
بالوجـــــع......
بالدمـــــــع.......
بالوعـــــــد ......
بالانــــــين  ....
ووجــــه الوداع ....
كان يعلوه الشــــــحوب  ....
وشعلة الحنــــــين ...
تلعقها ريـــاح الخيبة والانكسار .....
والقلب الـــــحزين .......
غارق في تلاوة الخاتمـــــــة .....
في كـــــل مرة اخاطبك .....
من خلف جدران الحرمان والبــــــعد ......
في كـــــل مرة اطلب منك السماح والغفران ....
في كــــــل مرة ...
اعجز عن القاء التحية .....
وفي كل مرة اطلب منك الغاء الحـــوار .....
وتأجيــــــل الموت المُــعد ......
وتأخــــــير موعد الوداع الأخـــــير  ........
الـــى الغـــد  .......كنت أفــــــشل ......
كنت احــــــاول بجهــــــد .....
أن ارتب حــــوار الوداع  الأخـــــير .....بكل صبر ......
وها أنــــــا هنـــــــا مجدداً....
انتـــــظر  منك الــــــــرد ......

بقلـــــم
سهو حسين السلوم
7/7 /2016 الدمــام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق