الاثنين، 17 يوليو 2017

ارصفـة الغيــاب

ارصفـــة الغياب

منذ ان رحلت ......وانا .....
اسكنها .....
وتسكنني تلك الأرصفة ....
آلاف الاعمدة .....
من الظل ....
خالية من اي اغنية .....
لا اجنحة ترفرف ....
لاطيور تنام فـيها ....
ولا حمام .....
ولاعصافير تعشعش ....
لا تزهر فيها الاعناق ...لا اللوز ولا المشمش .....
حتى الاحلام لا تبرق  .....
و الافئدة لا عيون لها .....
ولا لقاء ....
منذ رحيلي  ....
وذلك النور الضئيل يومض ....
في صدري ....
يخيفني ....
وذلك الصوت المهذب .....
يسيل ....
يذوب في جروحي .....
ك ايقاع متناسق ....ك همسات الملائكة .....
ك حبات الثلج ....
التي  تتساقط في الماء .....
منذ ان غادرت .....وانا ....
احاول قتل .....
صوتكِ العذب  ....
بداخلي ......
كي لا ينهمر ك المطر .......
في ليل احلامي .....
ويملؤني ....
كي لا يناديني .....
كي لا يرافقني .....
ولا يقاسمني عزلتي .... و وحدتي ....
منذ ان غادرت .....
وذلك الهلال الابيض .....
إبن العاشرة .....
يشاركني ارصفة الغياب .....
ويحتل .....
تفاصيل الطريق .....
السرير والرداء  .....
الريح ....
والخوف ......الغيم والسماء .....
وحين يتعب ....
يلتزم الصمت ....
حتى يغفو .....
على شريان ذراعي......
منذ ان رحلت  .....  وانا ....
احاول ان .....
لا اكون جـباناً    .....
و ان لا ألتف .. للخلف ... ولا ابتسم بلطف ....
ولا اقـرأ ....
ولا أكتب .....
ولا انبض ....
بأي حرف ....ولا اُقَبِل الكلمات   ......
احاول ان ....
لا انسكب .....
بسخاء .....
على جدران الورق .....
ولا ارسم ....
ملامح حلمي المتعثر ....
على شطآن الدفء ......
منذ ان رحلت .....وانا .....
احاول ان .....
اكــون انتهازياً ....
شاطِئياً....
رملياً ....
وابتلع كل الذكريات .......
ولا اغرق .....
احاول ان لا  اضعف .....
امام صرخات عينيكِ العسلية ....
واقتص بشدة .....
من شفاه النداء ....
من ابواب الخوف ...... والرحيل والغياب ......
من مقابض السراب ...
من مقلتاي العنيدة  .....
واحطم مرايا الدم   ....
وكل الفروقات التي تطفو  .....
بين الامس .....
واليوم .....
والــغد .....
منذ ان غادرت ......وانا .....
احاول ان .....
ألملم شعركِ الشريد .....
المتناثر ....
بين اوراقي وكتبي .....
المتلعثم ...
على ......
اطراف اصابعي ....
على شرفاتي  ....
المكتظة بالامنيات .....
والآهاااات .....
احاول ان ادفن بلا شفقة .....ظفائركِ ...
في العتمة ......
تحت وسادتي الباردة ......
قبل ان تتسلق الستائر الحريرية ....
وتنجو ......
احاول ان اغرقها بالظلمة ....
لتتشبع بالسواد .....
وبرائحة الاضطراب ......
لتعود الى حقيقتها ....
المطلقة المجردة ..... الي حقبتها الغجرية  الاولى ....
لتتخلص .....
من زيف الامشاط ....
من المجاملات .....من وهم البياض .......
لتبعث من جديد  .....
ك الانثى الابتدائية ......
عذراء ....
منذ ان غادرت ....وانا ......
احاول ان .....
اخلع عن كتفي المتعب .....
عبء الياسمين ....
ومن عنقي  ....رائحة الياسمين ....
احاول ان امحو ......
آثار الخراب .......
واطفئ تلك الحرائق ....
التي اشتعلت ....
في دمي ....
منذ رحيلي ....وانا .....
احاول ان ....
اغسل هذا الرماد المتكاثف ....
على خطاي ....
عن الاعمدة المتراصفة ....
عن الجدران ...
من الشوارع التي لا تنتهي ....
في بداياتي الزهيدة .....
من الارصفة  .......
من الاماكن الفارغة ....
ومن كل الدوائر المختارة التي تطوقني .....
من جميع الدلائل ...
التي تشير إليكِ ....انكِ هناكِ ....
في اخر الليل ....
منذ ان رحلت عنكِ .....وانا ......
احاول ان ......اغتنم الفرصة ....
لأغتال تعبي النائم  .....و وجعي العتيق  ......
ان اغتاِل وجهكِ الهادئ  ....
وجهكِ انتِ .....
واغتال الامس معكِ ......
والفجر المشرق .....
في ضواحي كفيكِ .....
منذ ان رحلت عنكِ ......
وانا احاول ان ......
أنتزع تلك الابتسامة الشهية من ذاكرتي  ........
تلك الابتسامة .....
التي تمزق تحدياتي الصغيرة .....

ســـيد المــــطر     9/5/2017      .............................................



هناك تعليق واحد:

  1. كانت طويلة جدا كغيابك المرير ياشاعري المفضل

    ردحذف