الخميس، 14 يناير 2016

ســــيد المـــطر


                           ســـيد المــطر

يا سيدة الربيع ...

أيتها الفراشة الكسلى ....أيتها الحيرى ...
إنقضت  سنة و ولدت أخرى ..
وأنا في حبك أتـــمنى ....
ولا زلت أتــمنى كــل مـــرة ....
وبعد ألف سنة لن أنســى ....
وبكل إصرار وبكل قــوة ....
اتـمنى أن أزيل  هذا الستار ....
كي يتجلى عليَّ وجه القمر ...

يا ملكة الفراشات ...
الوقت فـــات ...
وأنا أحمل حقائب الأمنيات ...
أنقلها من عام إلى عام  ......
من تاريخ  إلي  تاريـخ  ......
مـن ســفر إلــى ســـفر   ......
من رحيـل إلى رحيــل   ......  ومن قطار إلى قطار ...
الوقت فات والصبر قليل  ...
والنسيان مستحيل .....   وغيابك طويل طويل ...
والإنتظار طال  ...  وفاق الإحتمال .....

يا سيدة قلبي ...
لن أستمر على هذا الحال ....   أعتزم إليـك الإرتحـــال  ...
لن أقف بعد الأن في طابور الأشقياء ....
لـقد ذبحــني فيـك الإحتــرام  ....
أريد أن أقل أدبي مع ثغـــرك  ....
وأرتكب به الذنوب و الأثام  ....
وأكسر  أفعال الغرور  التي تلتف حولك ...
من ممنوع  ومحظور   ومحـال  ....
وأحطم باقي الأغلال ...حول خصرك ...
وألغي خطوطك الحمراء .....
وأكون في حالة عراك مع صدرك على الـدوام ....
لن أرأف بك بعد الأن لن أتقبل منك الأعذار ....
ولن أقدم لك الإعتذار ......
أريد أن أخترق الأسوار .....
وأكسر الحصانة والرصانة  والرزانة ....
وأغطس إلـى أعماق البحار ....
و أستخرج اللؤلؤ الأبيض من المحار .....

ياسيدتي ....
بعد اليوم لن أقف هنــــــا  .....
بأنتظار إنتهاء هذه السنة ......
أريد الإستمتاع  بلحظة اللقاء ....
والإنتشاء ببداية لحن الغنـاء ....
وألتهم القصيدة من العنوان ....
وأتمرغ بغباركِ البركاني وأستنشق الدخان......
وأتمدد على تربته السوداء .....
وأحترق بلهيبه الإستوائي .....
لقد كرهت الإختباء ...خلف كلمات الحياء ....
أريد إنتزاع عبائة الخوف والجفاء ....
وأرتجل الكلمات على صدرك ...وأطلق الأهات  ...
أريد الأقامة قسراً ..هنا ...  علي أرض الأنبياء ...
أريد البقاء مرة علي قيد الحياة ......
في كل مرة كنت أخسر .....
وكــل مرة كنت أنتحر .....
وكل مرة كنت أُعدم بطيبتي .....ويقطع رأس جرأتي .....
ألف وعــد لــي قطعــتي ......
وفي الألف خذلتي لهفتي ......
ألف عـام فــات ...   وأنا بحالة إزدراء ...
من مُدنك ....من جسدك من إسمكِ ...
من الشراشف البيضاء  .......
من كــل حرف فيـكِ  .......
من الراء في  شَعركِ ....والهاء في همسكِ والفاء في فمكِ..
من مجلدات الشِعر ....  ودواوين النثر  .....
من كل اللغات التي تتراقص فوق جيدك ....
ألف عــام مر وأنا بحالة إقصـاء ....
من كل ضمة من كل كسرة .....
من كل فتحة أو تنوين ...من بحور الشوق والحنين ...
ومن إشارات التعجب والإستفهام ...
وحركات التحرر في اكتوبر .....
وثورات الشـتاء فـي تـشريــن .....

يا سيدتي ..
مر عـام وأنــا على هــذا الحـــال ...
مر عام وأنا أكتبكِ  ب ضمير  ...
ولرهن سطوتكِ قـيد الإمتثال ...
أريد  التغيير ...   وحق التعبير ...
مللت الإلغاء والإختصار ....آلاف القصائد قتلتها .....
بتهمة السلب والنهب.... والحرام والحلال ....
بتهــمة التحرش بعناقيـــد العنب ....
سجنتها بقضايا التــحرر والشـغب ....
بتهمة سوء السلوك والأدب ....

يا سيدتي ...
ألاف القصائد  في داخلي مكبلة ...مغللة ...
ستكون هذه بدايتها ..... ولا إنتهاء لــها ....
بعد اليوم لن أتقوقع عند قدميكِ .....
سأهرب  من هروبكِ  إليــكِ  ....
من صخب الأعياد  .... إلى الميلاد في عينيك ....
من كلمات الإنتقاد ...
من الميعاد بين الأسود والأبيض ....
سأرحل إليـكِ هارباً من الإهمال  ....
إلى البدايات..
حيث التقيتك حيث ولدتي .... وأحتفلت بميلادك ...
حيث كنت شرنقة علي أوراقي ....
تتعلقين  في عنقي   ....
بثوبك الأبيض الحريري ...
حيث ولدتي وكان عامي الأول في حبك ......
وعامك الآلف في نبضي .....
حيث كنتي تتهجئي الحرف على شواطئ صدري ....
حيث كنت لا تبالي بــما يقال .....
وتقــولين لــي  علمـــني ....
كيـف أصـيغ   شِعري ....
وكيف أصفف شَعري ....
فشعري طويل يا سيـدي .....وأنت تمسك بيدي ....
وشفاهكَ تغتـال عنـــقي ....
عندما وعدتيني بانكِ لي ....
وأنــا حضنـكِ الأبـــــدي ...
تعالي يا فراشة الربيــع ....  
حطي علي كتفي ..سأحملك إلى السما ء .... 
وأطير  بكِ حتي تكتفي ...
تعالي أيتها السمراء ...
تعالي قبل إرتحال الربيع ...وقبل موسم الشتاء....
تعالي لأسترد لك مافات  .....
تعالي يا فراشة الربيع  البـهية ....
لأعيد البسمة لشفاهك الوردية ...
وأعيد لها رطوبتها ...  وشهيتها ....
وأعيد لمجدكِ الإستمرارية  ....
وأعيد لسنواتك منتهية الصلاحية  .... ألوانها الزاهية ...
تعالي أعيد رسم  جسدك بألواني العبثية ....
تعالي الى أحضاني  ... تعـالـي ....
وأعبثي بأوراقي  وارتشفي رحيقي  ....
واتركي بعض عطركِ في مضجعي  ....تعالي
إستلقي هنا بقربي ...  علي كفي ....
تعالي ولا تتبرجي ...فلا داعي ...تعالي إستحمي بمطري ...
لازيل بقايا حزنك ...وأحمر الشفاه الوردي ....
لا تطلــبي مني التأدب في شِعري ...
ولا التغلب على مشاعري  ...
لا تطلبي مني أن أخفي ما يجتاحني ....
أريد  الرحيل إلى بلدك ومنك أثأر  ....
أَقتل و أُقتل ...  في هذا السفر ...
يا سيدة الربيع  إشتاقكِ ...
فقد أرهقــني الضجر  ....
ولهيب الشوق قاتلي  ....
وأنا لست بحجر ...أنا رصاصة من المطر ...
أريد  إغتيال الرتابة  و اللياقة ....
وأرميها خارج حسابات اللباقة ....
وأمارس فعل الحماقة ....
وافكك  أزرار الخجل ....
وأحــرر قطرات المــطر  ....وأمنحها الأمل ....

يا سيدتي ....
أنا شاعر الأدب وأعشق الكتابة ....
لا تسجني كلماتي الإيحائية  .....
بردودك.الإستباقية .....
ضمن قالب الأنـاقة  .....
أنا أهوى الفوضوية ...أعشق حروف الحرية ...
يا سيدة الربيع ...أيتها الملكة ....
تعالي ألقنكِ دروس الغزل الخصوصية .....
وقصص الحب الرومنسية  .......
تعالي قبل أن تكبري  .....
كوني حكاية في زمن المطر  ...
كوني  علي جسدي جدارية ...
وحديقة نرجس على شفتي ...
تزهرين فيها كل عام  وتتجددي ....
تعالي نهرب معاً ....
من جدل هذا العالم  ....
من قيود هذا العالم  ....
من دجل هذا العالم .....
تعالي لنكون قصة الحب الوحيدة في هذا العالم......
تعالي وحدنا نهرب  هذا المساء ....
تعالي ولا تستحي مني ......
ولا تخجلي بي ....
فانا سيد المــطر و شاعر أزعــر ...
ومحـاط بألاف الفراشـات  ...
وملاحق من جميع النساء ...
معرض للإغتيال في إي لحظة ... وأنت دائماً في دائرة الإقصاء ....

بقلـــم
سهو حسين السلوم
3/1/2016  الدمام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق