هذا الصمت يقتلني

                هذا الصمت يقتلني

يا سيدتي ...
لا ترهقي الكلمات وتجهديها ...
دعيها تسافر في معانيها ... بكل حرية  ......
رتليها على ألحان إبتسامتك ......
على صراخك و حزنك ......
على نغمات  خلخالك ...
حرريها ...من خوفك ....
من جوفكِ ...من شفاهك ...
كفراشة مطمئنة ..وشمس مطلة ....
كــغيمة ربيعية ...تهوى السفر ...
كغجرية عاشقة ......
لاتبالي بتقاليد البشر ...
كعصفورة عزباء ... في موسم الزواج ....
تُناجي حبيبها ...على أعناق الشجر ....
حرريها واحجزي لها موعداًًً.......
واقطعي لــها  تذكرة سفر .....
غداً أو بعد غداً ...
في الرحلة الأولـى  إلـى القمر ...

يا سيدتي
لاتتكبدي عناء تقييدها ....
وبوحي بها بكل سخاء...
لوسادتي  ...لموعدي الصباحي  ..
ولشعرك الأسود ...لفستانك الأحمر  ...
لطوقك الذهبي ...

يا سيدتي ...
حرري كلماتك من قيود الخجل ....
من سلطة الأخ الأصغر ...وابن العم الأكبر ...
من تخاريف  الجد الاول  ...
حرريها من  تجاويف الزمن ...
من قصص الخيانة في زمن الرواية  ...
من قصص الزير  ...من سيف الأمير  ....

ياسيدتي ....
إنثريها على شواطئ الغزل  ....
على جسدي قبل الفجر ....
جرديها من عناد الكبرياء ...
لاتقتليها في شهرها الأول ...
بحجة الكسل ...وشتاء الملل ....
فالحروف  هذه السنة حُبلى.....
بالعشق بالوله  بالشوق ...
بمزيد من المطر ...
وولادتها متعثرة ....

ياسيدتي ...
إقمعي صمتك المتمرد ....
هذا المتسلط ....واقطعي رأس جحودك ..
يكفيك فيه هذا التردد ..
كوني صلبة  الإرادة ...
كالماسة السوداء .... تموت ولا تشطر ...

ياتلميذتي ....
كوني اليوم معي على غير العادة ...
ولا تجهضي الكلمات عند الولادة ....
وبشريني بولادة أول توشيحة ..... بولادة أول قصيدة ...

بقلــــــم
سهو حسين السلوم
8/1/2016 ....الدمام