الثلاثاء، 19 مارس 2019

هوامش ملونة ( 1 )

هوامش ملونة(   1   )







هناك
مساحات خالية
في النفس
علينا ان لا نملأها
بالدموع
و
بالاسئلة



كيف يمكننا
ان ندرك
النهاية
بالنظر
وهي علي بعد
نبضة ...
كيف امكننا
ان لا نحاول اكتساب
فرصة
للإقتراب
ونكسر جوف
المسافة
كيف
ايتها الناعمة
كيف
امكننا
ان نقول
الوداع حين 
ألتقينا



مهما
تقاذفتنا الاماكن
وتناثرنا
هنا
وهناك
تعيدنا الروح المشبعة
بالعاطفة
لنجدد
التعب


وهنا ابتسامة
مغمورة
بالحنين
وهنا نجمة
ترتدي
بريق السكون
اذ لاح
الصبح  ...
تساءلت خوابي
العطر
متى
يأتي المطر



تعالي
نحزن سوية
ونتدفق معا
هنا
تعالي
نفتح النوافذ
للدمع
للمطر
ونشبع غرورنا
تعالي
نفتح
اخر الشرايين الياسمين
للدم
و
نرقص رقصتنا
الاخيرة


كثيرا ما يحملني
الحنين 
الي هنا
لاتنفس بقايا
عطرك

هنا
في هذا الضيق
الفريد
من نوعه

هنا
الممتلئ
بالوعود
بالضحايا
ابحث عن بعض النور و الدفء في زوايا الأكف الباردة ...
هنا
أمارس عادة
القصائد
المفجوعة
والنبض
هنا  
أتنفس افكاري
العقيمة
وخوفي الوحيد



خطوة اخرى
بعد ...
في الحياة

هنا
ايتها الناجية من عوائق
الزيف
من فوضى
الخوف
وضفاف
اخر الليل
المسكون بالموت

هنا
نهزم مسافة
الضوء
هنا
للحظة العمياء
الناجية
شيء
مساحة ذاكرة


لا شيء ينتهي
هنا ...
حتى حلمنا
الضائع
لا كتاب
لا قصيدة
لا كلمة
حتى خيباتنا المشهورة ...
كل القبل
اليتيمة
التي تركناها
خلفنا
الان
تنضم لي

كل الشوراع التي لم نلتقي فيها
الان
تصتدم بي




لطالما كنتِ
هكذا
يا صغيرة
النارنج
انتِ والكلمات
شيء
لا يشبه
شيء

حتى كلماتك
الاخيرة
مختلفة
تغذيني بالترقب
وانتظار
الموت


اخاف الاقتراب
من مرآة
الليل
اصبحت
غير قادر ان امنح وعدا
لاحد
بالثبات
ألم
يقطع اصابع
القلب ...
كلما
تحسست الزمن
القادم ...
كلما
راودني حلم
عنك

لا اذكر شيء
من اشتياقي
لكِ
ولا جنوني
هنا
ولا
عدد الكؤوس
التي نحرنا فيها
ذاكرتنا
تلك الليلة

لا اذكر شيء
هنا
سوى
صراخ
طفلك الجائع


لم يعد الامر
مجرد وجع
اصبح
جزء
لا يتجزأ

عدد
فاق الاحتمال
تخطى
الملامح
اصبح وجه
القصيدة




الليل وحشة
الربع الاخير
منه  
طيفك الوارد
خجول ....
اجمع اصابعي الرطبة ...واتكوم على بعضي ...
تنهيدة
الدفينة ...
وتسقط اخر الدموع
من السماء ...
الفضية ....
اين ألقي رأسي ....؟



وانتِ ...
ايتها المبعوثة فيّ
ك الرؤئ
كلما خانتني
الظلمة ...
كلما سرقوا ايماني ....
وبددوني ...
في المحال

وانتِ ...
ايتها المبثوثة في
ازمنتي ..
ك الثواني ....
ك
خطى الفناء ...
في المدن
الضالة ....
ايتها
الباقية فيَّ
ك الحضارة




الوقت جائع
إليك  ...
طويل ...
جدا
حتى النهاية ....
حتى الرماد ....
صدري يفوح صليل ...يدمي اللحن الحزين ....
الذكريات
ارث النار
حريق
الليل

و مدينتنا...
يا انت ....
مدينتنا التائهة  ...
هناك ....
بين الغيم
في الغبار
طوت
جفنها الاخير

متى
يعلنون نبأ
اخر رصاصة





بعد الهزائم
بعد الحرائق و الرماد
ها نحن
الوجه الاخر
للنسيان

ليت فينا ...
شيء
من الحقيقة ....
يبقى

ليت فينا ...
شيء ..
لا يسقط سهواً ...
ك الكبرياء

ليت فينا ...
شيء ...

لا ينتهي ..ك الدروب
لا ينتمي
للخرافة
ليت فينا شيء للأبد


اعددت لك
تعبي  ....
من كل شيء
قدمان نازفتان
و احلام
الليلة القادمة ...

اعددت لك ...
من غربة السماء ...
غيوم ...
وردية ....
و من لهفة الغرباء ...
صوت ...
الانين

ايها الهطول...العالق ما بين ....
المسافات ...
لا انا
ناديت ...
ولا
انت اتيت


انا لست ذلك
البريق
القادم
من هناك
ولا ذلك الحلم
الطويل
الذي ينتمي
لأول
الليل

ولا ذلك العطر
المشبع برائحة
الرغبة

انا ذلك
الارث ...
الثقيل
القابع
تحت هدب ...
العين .....
انا
حطام ولون
وبقايا ...
ذلك الغريب


احبك قلتها
لكِ
منذ اعوام
ولم اخفها
ومازالت تتردد ...في شراييني
وتعبرانحائي

احبكِ
وكي
لا انسها
اغتسل
بها
كل قصيدة

فأبتسمت عينها
وانفلت
حوار الفرح
بينهما
العين
بالعين
ويا ...
لبراعة الفناء ....
كأن السماء .... منحتهما وعداً
بالحياة

اذاً
لماذا انت صديقتي
ان لم تحزني
لي
جوهر الحزن ان تكوني جميلة ...
جوهر الدمع
ان نبكي
الاشياء بعمق

منذ ذلك الشتاء
ونحن نحمل تبعات ..ومزاجية الفصول ....
انه لحصار



وانا
العالق في البدء
ك شبح
بلا
ذاكرة
بلا
اضواء
وانا
العالق فيك
منذ الميلاد
الاول

لا انتهاء
يشفع لي
ولا قرار

ايتها الكلمات
الماضية ...
ك الاخرين
ايتها الصلوات المفضلة ....
عند الاله ....
اجمعي
خصلاة شعري
الطفولية
رديني
لاعود ملاك
لاموت صغير


وارمي براسك وثقل ...
احزانك ...
على كتفي
لملمي
بذراعك الايسر ...
محيطي
النازف ...
حتى اشعر بحقيقة
دفئك ...
وتعالي
نتبادل زفرات
التعب
من هذه الحياة

تنفسي فقط
ببراءة طفلة تقدمت بها
الاحلام ....
تنفسي فقط
كي اشعر بسريانك
في اوردتي
في كلماتي

بعمق صمتك الكائن
في داخلك ...
ستحتارين في تحليلي
في فهمي
وانا كل لحظة
احاول ان اعبر بك
الى عالم لا ينتمي الى
هذا الليل


هذا الوقت
هذه الليلة
هي كل العالم بين ذراعك
لن يستضيفني
التعب
بعد الآن
بعد ان تغلغل عطر انفاسك
بي
طوقيني اكثر
بأحلامك
وتحسسي
كل نبضة صادرة
من قلبي
وانا معك لست
بأكملي
لقد فر
الصمت
من اصابعي
وشفاهي
طارت

كل اجزائي
في ضياع تام
كل ما تبقى
مني
تلك الممرات
التي
يخرج منها
النور ...
ودفء تنهداتك على وتيني
ازرعي قبلة ...
بذرة عشق ..
تنهيدة صارخة
لعلها
توقظ ربيع فمي


من عينيك
يشرق الصباح ...
ويفر الليل ...
العميق ....وتسقط الوشايات ...

من وهج ....
صدرك ...
الدافئ....
بلون القناديل
ثملى ....
تتراقص الاقداح 


في صباحاتنا الدمشقية
قائمة الاحتمالات
تتغير
ينكسر
اعتياد الامس ...
وروتين الصباح 
ف تمطر السماء
على ...
شرفات النرجس ...حين يصحو النور 
يغرد العصفور
لحن
المساء
ويغني ...
الحمام مع فيروز
المواويل

في ايلول
يورق الحناء على اصابع
العشاق
واللون الابيض
يزهر ...
على جدران
الجيران ...
لوحة
من الياسمين

في صباحاتنا
الدمشقية
تتغير قائمة
العطور
تعود الى البال
رائحة الذكريات ....الشموع ووالسهر ...
الكتب
و الندى
الضباب
والقهوة
المطر والشوراع
والشجر
والتراب


كي لا يطول الوقت ....
وينتهي الكلام
بفجيعة
التكرار ...
وكي لا يستغرق منا الصمت ...
عمر
جئت
اختصر الامر
كنت
و
جُل ما اتمناه ان
نكون معاً


هذا الليل وعد
وغدا الصباح  ...
والصباح
وجهك ...
ايتها الحلقات
الصغيرة ..
المشرقة
ايا عيناك
ايتها النجمات اللامعة
اللا متناهية ...
ايتها
الرغبة ...
بالصراخ ...
في الاقتباس ..
من النهار
يا شمس
ايتها الالوان المكدسة
في السماء ...
ايها الغيم النازف ...
مطر
مطر
مطر


ابدا
لم اكن يوماً عابراً
ك الشهاب ...
ابدا لم اكن
ظل حبيب.
ولا
سراب
كنت
تـراب
غبار
قصائد
شئ من عزلة .....من صقيع الماضي
لحظات
احتراق
شئ من بقايا
مطر
رماد
ورهبة



دائماً
هناك في القلب
حديث ...
تبوح به
العيون
لنتجرد
من افعال
الرفق
في الكلمات
لنخوض
تجربة
الغوص
في التفاصيل
كيف
كيف
اصوغ لكِ
قصيدة
من بين اهدابي

حين اتصفح
جسدك
اخوض في
التفاصيل
اقرآ البياض المنثور بين الزوايا الطينية التقليدية
وكل نصوص
الخلق
المبنية
على التحريض
اقرآ
بعمق
منظومة النضج
في كل
نهد
بشهية مفرطة


انا طفلك
الرابع
المغيب
اودعتني
الامسيات ملاجيء
اليتم 
انت
وجبة
النداء
كلما هزني جوع
المسافات




الامس مات
لا تشاركني مراسم الذكريات ...
لنا الغد
ولنا الحياة
ولنا
الصباح الممتد

الاسراف
بالاحتواء
مرهق
وافكار
الشتاء مهجورة



اودعتك
الريح 
وخبأتك
في المدى
كل ما
الشجن
استفاق ......
كل ما
القلب نادى
عاد بكِ
رجع الصدى



وكأنك تختصرين
المآساة 
و ترسمين خطوط الحب
على الرمل
لربما
ماعادت تغريكِ ....
عادة الليل ...
ولا بداية الفجر
ولا
صهيل الشروق ...
ولا مواسم
التغاريد ...
ولا لون البن
ورائحة قهوتي

وكأنك ...
جافة للغاية ...
لا تشتهين ...
الصباح ...
برفقتي
ولا رائحة كفي... ولا دخان سجائري ...

وكأنك تختصرين
كل شي
في فكرة
وتعشقين
العزلة .. والوحدة ...
وتكرهين
الانتظار
والمقاعد
وكأنك تختصرين ....
نفسك
بلقاء على السطر اخر المساء ..
وكأنك
تحتضرين


بالنسبة لي
الوقت
توقف
اصبح
يميل الى الصمت
وقليلا الى
الامس

والقلب هناك في الماضي في تلك الليلة الخرساء
توقف النبض
اما عن
المنتصف ....
يا قطتي
فهجرانك احتل ضفافي الضيقة
وزرع بيننا
الف شــرخ



هو ميراث
غربة
اثقل كاهلي
فيه من الشوق
ما يكفي ...
لأحتضر كل حرف
من الصعب ان تعترف في كتاباتك  بكل هزائمك ...
ولا انتصاراتك
الجمهور
يجذبه الغموض ..
والتفسير
الغير منطقي
ويعشق شجاعة الغوص
بالمجهول
تلك التي يؤديها
المتلاعب بالحروف
والتحليق بالخيال 
خارج الحدود ....
هذا الجمهور يسرح معك
بين الهزائم
بين جثث الكلمات والقصائد المتناثرة ..
من الحقائب
على امتداد
ارصفة
الذاكرة

ويحضر مخاضك
وموتك

يا سيدتي
ماعاد لي القدرة اني ابرر خوفي وشجاعتي وارهاقي وتعبي من الحروف

اني احاول الصمود



اهوى عيناها
والظل ...
وتلك الاصابع
المقدسة ...
الغارقة برائحة القمح 
اهوى
الكحل
فيهما...
تلك ...
تلك
العيون 
المفعمة بلون
البن




مطر مر من هنا


سهو حسين السلوم 19/3/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق