الاثنين، 7 ديسمبر 2015

قائدة الأوركسترا


                 
    قائدة الأوركــسترا                   

              
ياسيدة الربيع ...
أيتها الشاعرة ...
إنثري  نص قصيدتكِ ..إنثريه هنا
وأطعني خاطرتي الصغيرة
ومزقي أوراقي وشرايين كلماتي
حطمي كبريائي .. إطعني في عشقي لكِ
إطعني أين ما شئتي
إلا في وفائي ... فقد كان ومازال لكِ
أيتها المتكبرة
إستلِ نصل غيرتكِ
من غمـــد غريزتك ِ
واطعنيني في صدري....في خاصرتي ...في كبدي 
قطعي أصابع يدي ...إن شئتي
وارفقي بقلبي الوفي  ..فأنت فيهِ
أفرغي جنون غرورك الأعمى هذا المساء
إروي غليل قلبكِ المستاء
لا تتركي بضعة في جسدي ...إليَّ تنتمي
إصلبيني على جدار قصيدتك
واحرميني حق الترنح .. .  حق التعبير عن آلمي
واسلبي قلمي
حق التعرق في الجحيم
واصرخي فوق  أشلائي المبعثرة
إصرخي وعاودي الطعن مرة تلو مرة
وعاودي الكرة مرة أخرى
إنتشي بنصرك فوق جثتي ...و إرضي هذا الغرور
إرقصي فوق دمي المهدور ... إرقصي وهللي
فأنا يروقني حبك الأعسر ... يروقني أن تآخذي تاركِ مني
بحجم حبكِ المبتور ...بكل تجبر
أيتها الغارقة في وهم الأنا ..أيتها العابثة في أشلائي أنا
أعيدي عقارب القصيدة .... وحددي توقيتها  على مذبحي
اليوم إنتصرتي أنتِ .. اليوم أنتِ ...وحدك ربحتي
وأنا المهزوم...في بحر الظنون ... ومختوم على ملفي
ملغى من دفتر ذكرياتكِ
ملقى وفي كفي بقايا أوراقي
وفي عيوني وهم موعدي
يا سيدتي الشاعرة
أكان يستحق  كل هذا
ولأجل ماذا ....لأجل قصيدة كتبتها .. لأجل همساتها ....أو عيونها
أم لتذييلها
أم أسمها ...فكيف لو كانت برفقتي ...وكفها في كفي  
ما كنتِ فعلتي 

ولِم أفتيتي بهدر دمي
لِم حطمتي أحلامي ..واحرقتي رسائلي
واغرقتي مراكب رحيلي اليك ِ
وعزلتني في تلك الجزيرة ... المقفرة ...المهجورة

يا قائدة الاوركسترا
أيتها المتكبرة ...يا شاعرتي المفضلة
قفي  اليوم علي هامش القصيدة الثامنة
واعزفي أخر مرة ..... لحن وفاتي
وسددي لي  الطعنة  الأخيرة
واقطعي جذور  الياسمينة
فأنتِ
ماعدتي اليوم  بحاجتي 
أصبحتي عازفة  ماهرة
منفردة ...على أنات موتي
أصدقائك كُثُرخلفك يعزفون ...ويتغزلون بألحان بوحك
يتزايدون ويتزايدون ... مرة تلو مرة
لا تحزني يا قديستي
هذا جزء من غيرتي ...( ألا يحق لي  )
وأقسم لكِ ..إن ردي لم يكن بحجم جرحي

أيتها القائدة ..أيتها  الشاردة
إذا كان يرضيك إعتزالي ...سأتوارى عنكِ
وأحترف الصمت بعدكِ ...وأعتزل حياتي
إلى أن يأتي  أجلي
دعيني أجمع ما تبقى لي
من دمائي ... من قصائدي المزعورة
أتركيني ألملم أصابعي المبتورة 
وأحمل كل أوجاعي  في رحلة الهروب
وقبل أن أدير ظهري لكِ
إليكِ نص وصيتي
إذا ما إنتهيني من طعن صدري
ولم ترتوي من دمي 
إطعنيني إطعني ما استطعتي ..في ظهري وأن لم تكتفي
أحييني مرة أخرى ..لتستمتعي ( بقتلي  )
ضعي يديكِ علي صدري وتنفسي في فمي
وحاولي أن تنعشيني ...حاولي أن تعيدي لي نبضي قلبي 
فإن فشلتي
عاودي الكرة مرة أخرى مرة تلو مرة
فأنا  يا سيدتي
لا أنوي أن أستفيق من غيبوبتي
حتي أراكِ على صدري ترتمي
وقد أغمي عليكي ...من شدة الأشتياق
وأن لم تستفيقي أنت ...سأخبرهم أنك قضيتي بنيران حقدك
وأن لم أستفق أنا
فإعلمي أن طعناتك لم تقتلني
أنما قتلني  شوقي اليك ِ



بقلـــم
سهو حسين السلوم
6/12/2015  الدمام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق